العلاج الجيني هو من التقنيات الطبية الحديثة، و يعتمد على إيقاف تغلغل المرض عن طريق تعديل الجينات داخل الخلايا. تم استخدامه مؤخرا في علاج بعض الأمراض الصعبة مثل السرطان وأمراض القلب وبعض الأمراض المرتبطة بالمناعة.
يتطلب العلاج الجيني حلولًا مخصصة خلال عمليات النقل والتخزين لحساسية الشحنة وعدم توفر البديل. حيث يتطلب الأمر تحديد الجداول الزمنية والالتزام بها لإتمام عمليات النقل والشحن الدولي. بالإضافة إلى القدرة على التحكم في درجة الحرارة على طول سلسلة التوريد. لذلك تعتبر سلاسل التوريد المتعلقة بعمليات العلاج الجيني شديدة التعقيد وتتطلب تكوين شراكات دولية.
ومن أجل قيام مقدمي الخدمات اللوجستية بتشكيل شراكات مع مصنعي العلاج الجيني، من المهم فهم المتطلبات الفريدة لكل مُصنّع. وإذا كانت سلاسل الإمداد الدولية هامة فتطوير سلاسل الإمداد في المملكة من باب أولى في الأهمية نظرا لحرارة الطقس.
كما يعتبر من غير المجدي بالنسبة للشركات المتخصصة في تصنيع الجينات الجديدة توفير جميع جوانب سلسلة التوريد بأنفسهم أو افتتاح مراكز في شتى أنحاء العالم. وذلك كون التعبير الجيني يتطلب الكثير من الشروط التي يجب توافرها لإتمام تصنيعه وثم نقله وتخزينه.
اِقرأ أيضًا: توقعات سوق المستهلكات الطبية في السعودية حتى عام 2028
التحديات في نقل وتخزين العلاج الجيني
يتطلب تنظيم العلاجات الخلوية والجينية حلولاً مخصصة من حيث التخزين والنقل والجداول الزمنية والتحكم في درجة الحرارة ومرونة الخدمة. حيث إن لكل علاج خلوي وجيني متطلباته الفريدة المتعلقة بدرجة الحرارة والتوقيت والتخزين والنقل وغير ذلك. وهذا يجعل تنظيم سلسلة التوريد لكل علاج معقدًا للغاية.
على سبيل المثال لا الحصر، فإن العمر الافتراضي القصير بشكل ملحوظ – والذي يمكن أن يكون ساعات – للعديد من العلاجات الجينية القائمة على الخلايا الجديدة. يعني أنه يجب تنظيم سلاسل التوريد وإدارتها بدقة من لحظة جمع العينات من المريض أو المتبرع حتى إنتاج الجينات وضخه مرة أخرى كعلاج. وينبغى للشركة الشاحنة التنسيق مبكرا مع شركات الطيران و الهيئات الجمركية في البلدان العاملة فيها وتجنب طيران الترانزيت.
كما ينبع أحد أكبر مخاطر سلسلة التوريد من احتمالية حدوث تقلبات في درجات الحرارة -أعلى أو أقل- من النطاق المحدد للعلاج. والذي يمكن أن يحدث إذا تعذر على خدمة التعبئة أو النقل أو التخزين الحفاظ على درجة الحرارة اللازمة.
ومن التحديات الأخرى التي تواجه العلاجات الجينية في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص هو حداثة العلاج الجيني، حيث قد تفتقر المواقع السريرية المتخصصة في مجالات الأمراض الأخرى إلى البنية التحتية اللازمة. وقد لا تكون مجهزة للتعامل مع هذه المواد وتخزينها في درجة الحرارة اللازمة. على سبيل المثال لا الحصر، قد لا يكون الموقع قادرًا على تخزين العلاجات باستخدام النيتروجين السائل للتبريد. مما يحد من عدد المواقع السريرية للاختبار. لكن تم تطوير تقنيات جديدة تعمل بدون النيتروجين السائل للتغلب على هذا التحدي.
بالإضافة إلى ما سبق، يشكل التخزين تحديًا كبيرًا جدًا عندما يتعلق الأمر في حفظ الحمض النووي أو تطوير الجينات المتحورة أو علاجات محددة. حيث لا تستوفي معظم الشركات اللوجستية الشروط الصارمة التي يجب اتباعها عند تخزين العلاج الجيني.
واخر هذة التحديات هي التنظيمات التشريعية، حيث تطلب الجمارك في بعض البلدان فتح العبوات او تمريرها خلال اجهزة اشعة اكس مما سيتسبب اما في تلفها بسبب درجة الحرارة او تلفها بسبب تعرضها للأشعة ووضع المريض في مخاطر.
حلول التخزين والنقل للجينات الوراثية والعلاجات الجينية
أحد الحلول التي يمكن أن تعالج بعض هذه التحديات هو شركات الشحن المتخصصة في نقل العينات و الأدوية البيلوجية، حيث تحتفظ بالشحنات في درجة حرارة محددة ويمكن توصيلها بمصدر طاقة في الموقع لمدة 30 أو حتى 60 يومًا. ومثل هذه الشركات ايضا توفر خيارات الشحن بمواد تغليف لا تحتاج توصيل لمصدر طاقة وتستطيع الحفاظ على الحرارة لمدة 7 أيام.
بالإضافة إلى الحفاظ على درجة الحرارة المحددة. يمكن لشركات الشحن الذكية توفير تنبيهات في حالة الحاجة إلى إجراءات محددة أو حالات طارئة. حيث يساعد ذلك في مواجهة بعض المخاوف أو التخفيف من المشكلات المتعلقة بمخاطر استلام العلاج الجيني.
اِقرأ أيضًا: اللوجستيات الباردة في قطاع الرعاية الصحية في السعودية
وللحفاظ على التحكم الكامل في سلسلة التوريد واكتساب الخبرة اللازمة للتعامل مع جميع الجهات المعنية: المستشفيات، الشركات المصنعة للدواء، معمل الأبحاث، شركات الطيران، و الهيئات المنظمة من جمارك او هيئة الدواء في كل بلد تمر عليه الشحنة. لابد لمن يكون مسؤول عن هذه الشحنات توفير فريق عمل 24 ساعة و 7 أيام بالأسبوع.
ونحن في شركة الجهات الأربع ندير العديد من الشحنات لمطوري العلاجات الجينية في المملكة العربية السعودية. حيث إننا نفهم ونعي ونعرف التحديات التي تواجهنا في عمليات النقل والتخزين. ناهيك عن قدرتنا العالية وخدماتنا عالية الجودة التي نقدمها.
تطوير الحلول اللوجستية لتتناسب مع العلاجات الجينية
تنتج الشركات المصنعة عددًا قليلا من العلاجات لعدد صغير من المرضى في المراحل الأولى. حيث تميل العمليات وسلاسل التوريد إلى أن تكون يدوية وغير فعالة، لأن قابلية التوسع ليست هي الأولوية في هذه المرحلة.
وما يسمى بعلاجات الخلايا الذاتية والجينات والعلاج بالخلايا الفردية للمريض هي علاجات مخصصة يتم تصنيعها لمرضى معينين. لذلك لا يمكن إنتاجها بكميات كبيرة، ويلزم توفير شحنات فردية لعلاج كل مريض.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير العديد من هذه العلاجات من قبل شركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة. التي ليس لديها النفوذ الذي تملكه كبار شركات الأدوية. من حيث التفاوض على حلول التوزيع التي لها معنى اقتصادي لمقدمي الخدمات اللوجستية.
ونتيجة لذلك، تمثل قابلية التوسع تحديًا للشركات المصنعة في المرحلة الأولى من حيث الشراكة مع مقدمي الخدمات اللوجستية. لأن الحجم الذي تعمل به هذه الشركات عمومًا لا يتطابق مع الأحجام المتاحة للشحن. لكننا في الجهات الأربع نوفر خدمة البريد الدوائي التي تسهل على هذه الشركات عملها في المراحل الأولى من عملها.
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية وافقت على أول علاج جيني للمرضى الذين يعانون من فقدان البصر بسبب الطفرات الوراثية في عام 2019. لكستيرنا
كما أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن العلاج الجيني الذي يحمل اسم لوكستورنا تمت دراسة فعاليته بناءً على دراسات سريرية من الدرجة الثالثة أجريت على 31 مشاركًا. وتوسعت المملكة فيما بعد لتغطي علاجات متعددة
خلاصة
في شركة الجهات الأربع ندرك تماما أهمية وحساسية المهمة عندما نتحدث عن نقل وتخزين العلاجات الجينية، لذلك نولي الرعاية الصحية وخدمة البريد الدوائي أهمية خاصة ونعتبرها جزء من مسؤوليتنا المجتمعية، حيث أقمنا مجموعة واسعة من الشراكات والعلاقات المتينة مع أفضل شركات تقديم الرعاية العالمية منذ عام 2011. وذلك بهدف تسهيل خدمة التوصيل للأدوية والتجارب السريرية والعينات البيولوجية والعلاجات الجينية. كما قمنا بدعم الرعاية المنزلية في المملكة العربية السعودية من خلال عملنا مع كبرى الجهات الطبية في السعودية. بالإضافة إلى ذلك قمنا بتوسيع خدمات البريد الدوائي داخل المملكة وخارجها.
نعتمد في الجهات الأربع على أحدث برامج التتبع في قطاع الرعاية الصحية. الأمر الذي يعطينا القدرة على أتمتة عمليات التسليم إلى عملائنا. ويمنحنا سيطرة كاملة على أسطول المركبات التابع للشركة. ومراقبة درجات الحرارة، والتأكد من عملية تسليم الطلبات إلى الوجهة المرجوة بطريقة احترافية. وفريق يعمل على مدار الساعة لمتابعة العينات من سحبها في المملكة حتى تصنيع الدواء و شحنه من المصنعين إلى باب المستشفى وفيه الشفاء باذن الله.
