أثر ارتفاع التكاليف ونقص المواد على سلاسل التوريد في جميع الصناعات، ومن المؤكد أن سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة ليست استثناءً. لكن سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة تأتي بالمزيد من التعقيدات والتحديات التي يجب التغلب عليها. ولحسن الحظ، يمكن أن تقطع رؤية سلسلة التوريد المحسنة شوطًا طويلاً نحو التخفيف من هذه التحديات وتمكين شركات الأدوية وعلوم الحياة من إنشاء سلاسل توريد قوية وموثوقة وفعالة.
الحالة الراهنة في سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة
وفقًا لمقال نشره موقع (Harvard Business Review)، فإن 80 في المئة من المكونات الصيدلانية النشطة في العالم وواجهات برمجة التطبيقات(APIs) تأتي من الصين والهند وعدد قليل من الدول الصغيرة الأخرى. وبدون واجهات برمجة التطبيقات هذه، لن يكون الحصول على كل دواء أمرًا ممكنًا، من حبوب تخفيف الألم التي لا تستلزم وصفة طبية إلى المحاليل الوريدية.
لكن اليوم جميع العوامل التي تؤثر حاليًا على سلاسل التوريد عبر الصناعات المختلفة تؤثر أيضًا على سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة. حيث إن ارتفاع أسعار الشحن وازدحام الموانئ ونقص المنتجات والتوترات الجيوسياسية ليست سوى عدد قليل من التحديات التي تجعل من الصعب على شركات الأدوية الحفاظ على سلاسل توريد موثوقة أكثر من أي وقت مضى.
اقرأ أيضًا: صناعة الأدوية في السعودية وأهمية سلاسل التوريد والتوقعات المستقبلية
التحديات التي يواجهها متخصصو سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة
تأتي تحديات سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة في عدة أشكال مختلفة. واليوم تتضمن بعض التحديات الجوهرية التي تقف في طريق إدارة سلسلة التوريد الدوائية الفعالة ما يلي:
-
إدارة النقل:
على الرغم من أن الاقتصاد العالمي أصبح متشابكًا بشكل كبير، لم يكن من الصعب على شركات الأدوية وعلوم الحياة إدارة نقل السلع التي يعتمدون عليها. ودفع الطلب المتزايد والعرض المحدود العديد من شركات النقل إلى رفع أسعارها بشكل كبير. وفي الوقت ذاته الذي ترتفع فيه أسعار الشحن تزداد كذلك تواتر حالات التأخير والإلغاء.
-
تتبع حالة الشحن:
لا تعتبر مشكلات حالة الشحن تحديًا فريدًا في إدارة سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة، ولكنها تمثل تحديًا يمثل ضغطًا خاصًا على العديد من شركات الأدوية. حيث يجب تخزين عدد كبير من الأدوية باستمرار في نطاقات درجة حرارة محددة، وإدارة واجهات برمجة التطبيقات. وسيؤدي التعرض لدرجات حرارة خارج النطاق المحدد لفترة طويلة إلى تدمير جودة هذه المنتجات.
كما أن المنتجات التي تعرضت للتلف أثناء النقل ليست شيئًا جيدًا أبدًا. فعندما تكون المنتجات المعنية عقاقير ومكونات دوائية منقذة للحياة، فإن هذه المشكلة تأتي مع مخاطر أكبر بكثير.
لذلك يجب على شركات الأدوية تتبع حالة منتجاتها طوال فترة النقل لضمان جودة وسلامة تلك المنتجات بمجرد وصولها إلى وجهتها. ومع ذلك، في الوقت الذي تكافح فيه العديد من المؤسسات حتى تتبع موقع وحالة تحركات الشحن الخاصة بهم في جميع الأوضاع، فإن تتبع ظروف الشحن بدقة أيضًا يمكن أن يمثل تحديًا حقيقيًا.
-
النقص:
هناك العديد من أوجه النقص التي تؤثر حاليًا على صناعات الأدوية وعلوم الحياة. على سبيل المثال لا الحصر، أدى نقص العمالة إلى تباطؤ كبير في إنتاج المصانع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المصانع المسؤولة عن إنتاج المنتجات الصيدلانية ومكوناتها.
ومن المؤكد أن نقص المواد أثر على صناعة الأدوية أيضًا، حيث أصبحت المواد اللازمة لتصنيع الأدوية أقل توفرًا وأكثر تكلفة.
-
قضايا الطاقة:
وفقًا لموقع (Centrica Business Solutions)، تنفق صناعة الأدوية حوالي 1 مليار دولار سنويًا على نفقات الطاقة وتنتج انبعاثات أكثر بنسبة 55 في المئة من صناعة السيارات.
حيث يتعلق هذا الاستخدام العالي للطاقة بحقيقة أنه يجب إنتاج المنتجات الصيدلانية ونقلها وتخزينها في درجات حرارة وضغط ورطوبة ونظافة وظروف احتواء صارمة – ويتطلب الحفاظ على هذه الظروف الكثير من الطاقة. ومع ارتفاع تكاليف الطاقة، أصبح تحمل عبء نفقات سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة الآن أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
اقرأ أيضًا: 3 اتجاهات في صناعة النقل ستؤثر على سلاسل الإمداد في 2023
-
التوترات الجيوسياسية:
جعلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات الناتجة عنها ضد روسيا إدارة سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة أكثر صعوبة. في حين أن روسيا ليست مصدرًا رئيسيًا للمنتجات الصيدلانية، إلا أن العقوبات المفروضة على البلاد أجبرت العديد من شركات الأدوية على قطع العلاقات مع الموردين الروس. لكن أكبر تأثير للحرب في أوكرانيا هو تأثيرها على تكاليف الطاقة.
حيث تعد روسيا واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط والغاز الطبيعي في العالم. وفقدان شركات الأدوية الوصول إلى هذا السوق هو ضربة كبيرة لصناعة ذات استهلاك طاقة مرتفع بشكل استثنائي.
وفي الوقت نفسه الذي تكافح فيه شركات الأدوية للتعامل مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. تهدد التوترات بين الدول الغربية والصين بمشكلة أكثر خطورة لشركات الأدوية.
وبصفتها المصدر العالمي الرائد لواجهات برمجة التطبيقات، تعد الصين شريكًا تجاريًا مهمًا لصناعة الأدوية. وفي حين أن هذا الإمداد من واجهات برمجة التطبيقات الصينية لا يزال مستقرًا بدرجة كافية في هذا الوقت، فإن أي زيادة في التعريفات أو أي شكل آخر من أشكال الصراع بين الصين والدول الغربية يمكن أن يهدد الوضع القائم حاليًا.
اقرأ أيضًا: دور لوجستيات سلسلة التبريد في صناعة الأدوية
كيف تساعد معرفة حالة الشحن في الوقت الفعلي و الرؤية الواضحة عمليات النقل؟
من بين جميع حلول سلسلة توريد الأدوية وعلوم الحياة التي يمكن توظيفها للتخفيف من التحديات التي يواجهها متخصصو سلسلة التوريد في هذه الصناعة. فإن الرؤية الواضحة في سلسلة التوريد هي الأكثر تأثيرًا إلى حد بعيد. حيث تمكّن رؤية سلسلة التوريد المحسنة شركات الأدوية من إدارة النقل بشكل أكثر فعالية. مما يسمح لها بتوقع الاضطرابات قبل حدوثها والاستجابة بطريقة سريعة ومحسوبة.
فوائد الرؤية الواضحة في الوقت الفعلي على سلسلة توريد الخاصة الأدوية وعلوم الحياة
تمكن رؤية سلسلة التوريد الواضحة شركات الأدوية من الاستجابة بشكل أفضل للأحداث التخريبية. على سبيل المثال لا الحصر، يتطلب التحول بكفاءة إلى مورد جديد عند تعطل المورد الأصلي إلى أن تفهم شركة الأدوية تمامًا سلسلة التوريد الخاصة بها. وذلك من خلال توقع الاضطرابات في أسرع وقت ممكن. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال سلسلة توريد شفافة.
وفي الوقت نفسه، يتيح تتبع الشحن في الوقت الفعلي لشركات الأدوية ضمان وصول الشحنات التي يعتمدون عليها في الموعد المحدد. وبالمثل، يضمن تتبع حالة الشحن الحفاظ على سلامة وجودة هذه الشحنات في كل نقطة من رحلتها.
خلاصة:
هناك الكثير الذي يمكن لشركات الأدوية فعله لمكافحة ارتفاع الأسعار والنقص المتزايد. كما أن الرؤية الواضحة في سلسلة التوريد تمكّن عمل السلسلة بشكل فعال ومرن وموثوق. لذلك نقوم في شركة الجهات الأربع بتقديم افضل الخدمات لنقل العينات والمستحضرات الطبية في العالم. وذلك لنوفر لعملائنا الحلول اللوجستية الملائمة، كما ننقل هذا العلم والتجربة الفريدة للمملكة. لذلك لا تتردد بالتواصل معنا.
اقرأ أيضًا: صناعة الأدوية السعودية.. التحديات والحلول
ندعوك دائمًا للاطلاع على خدماتنا المميزة في شركة الجهات الأربع:
