كيف يحفز المدير موظفيه؟

كيف يحفز المدير موظفيه؟

بقلم الدكتور: عبد الله الطارقي

دكتوراه في التوجيه والإرشاد النفسي

كيف يحفز المدير موظفيه

قل له، إذا فرغت فانصب!

علم الله تعالى نبيه أهم عادات النجاح في أداء المهمة التي كلفه الله تعالى بها وهي المواصلة الدائمة في العمل والأداء وموالاة النجاح بنجاح آخر حتى قال الله تعالى له{فإذا فرغت فانصب} أي فاتعب، والنصب: التعب، قال ابن عباس، وقتادة، والضحاك، ومقاتل، والكلبي: فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك.

ومن هنا فإن المدير الحاذق هو الذي يستثمر نشوة الإنجاز من موظفه لأي مهمة بأن يتبعها بمهمة أخرى بناء على هذه القاعدة الربانية التي عمل بها أفضل من أدى الأمانة والرسالة والمهمة على وجه الأرض!

الإدارة المميزة لا يعاني فيها الموظف من فراغ من المسؤوليات

المدير المتميز يدير إدارته أو القسم الذي يترأسه بهمة متوقدة ونفس لاهثة وراء التفوق والصدارة والتميز أمام أنفسهم قبل التميز أمام الآخرين، وأول مؤشرات توالي النجاحات في الإدارة توفر همة عالية لا تبقي لأي موظف وقت فراغ يجعل همته تترهل وقدراته تضعف حتى يشكو من الفراغ.

وفي نحو هذا روي عن عمر أنه قال: إني لأكره لأحدكم أن يكون خاليا سبهللا، لا في عمل دنيا ولا دين ولهذا لم يشك الصدر الأول فراغا في الوقت.

عوّد موظفيك دائمًا أن التوقف عن العمل يساوي الفناء

لأن عدم العمل هو الموت.. وعدم العطاء هو الهلاك.. والسكون قرين الخمود.. والتكاسل سبيل كل ما لا تحمد عقباه.. ولهذا نحتت العرب من التحريض الذي هو مقاربة الهلاك فعلا للحث على الفعل والعمل والحركة الدؤوبة ألا ترى أن الله أمر نبيه بتحريض المؤمنين، كما قال تعالى {يا أيها النبي حرض المؤمنين} قال ابن زمنين في تفسيرها: حرضهم أي حثهم {على القتال}.. والتحريض في اللغة: أن يحث الإنسان على الشيء حتى يعلم منه أنه حارض إن تخلف عنه، والحارض: الذي قد قارب الهلاك.

كل موظف عليه أن يعلم أن التوقف لا يليق بالنبلاء

النبلاء لا يتوقفون عن العطاء، ولو ساءت الظروف، والذي ينفق مع غناه ولا يتوقف عن العطاء حتى عند فقره وفاقته هو الإنسان الحي الذي يعرف قيمة العطاء.

حين يكون المدير ممكنا لقيم النخوة الذاتية، والشهامة النفسية يصل بموظفيه أن يشعروا أن نخوتهم بعملهم الدائم بهمة لا تعرف التأفف.. وصبر على الأداء العالي بدون توقف!

إن الوصول بالموظف إلى أن يرى أن أداءه من شرفه، وسمة شخصيته التي لا يليق به ان يتخلى عنها او يتساهل في الاتصاف بها هو من الروح التي ينفخها المدير في موظفيه ورئيس الفريق في فريقه.

اجعل من موظفيك قلوبًا لا تعرف التوقف!

والموظف الذي يعمل ويجتهد في كل وقت العمل وهو نشيط وهو مرهق هو الساعي لمصلحة ذاته أولاً، وهل تتوقع أنك ستبقى حيًا لو توقف قلبك على الحركة؟

كذلك أنت كموظف لا يليق بك إلا أن تكون قلبًا ينبض، ولا يليق بالمدير إلا أن يكون خير حارس على همة موظفيه من أن تهدأ فيتوقفوا عن العمل، او يتكاسلوا عن الإنجاز فإن السكون موت.. كما أن القلب إن توقف مات.

وأي سعادة ينالها مدير يرى موظفيه قلوبًا تملأ المنظمة عملا ونشاطًا وهمة وحيوية!

وفي مقابل ذلك كم يجد المدير من غم وهم حين يجد في موظفيه ضعف همة وقلة نشاط وفرح بالعمل!

 في إدارتك يقضي الموظفون جزءًا كبيرًا من حياتهم في العمل، لهذا ينبغي عليك أن تجعل هذا المكان لطيفًا ومحببًا إلى قلوبهم قدر المستطاع، فإذا خلقت لهم جوًا ودودًا ومريحًا نفسيًا، يصبح الموظفون أكثر شغفًا للحضور إلى العمل يوميًا.

لتحفز موظفيك على العمل والأداء الرائع لا تنس هذه الأفكار

  • اجعل من مكان العمل مكانًا رائعًا

 في إدارتك يقضي الموظفون جزءًا كبيرًا من حياتهم في العمل، لهذا ينبغي عليك أن تجعل هذا المكان لطيفًا ومحببًا إلى قلوبهم قدر المستطاع، فإذا خلقت لهم جوًا ودودًا ومريحًا نفسيًا، يصبح الموظفون أكثر شغفًا للحضور إلى العمل يوميًا.

  • قدّر إنجازات فريقك

المدير اللبق يقدر إنجازات موظفيه، ويثيب عليها، ويعلي هممهم بالتكريم تارة، وبالمدح والثناء تارة، وبالحديث والحوار غير الرسمي تارة.

  • كن إنسانًا

حين تكون إنسانًا يشعر بموظفيه، ويلمح لحظة توقد الهمة فيستثمرها، ويلمح لحظة الفتور فيذكيها، ويلمح لحظة الانكسار فيقف إلى جانب موظفيه الذين هم بقية أهله، وعائلته التي يقضي معهم وقتا طويلا.

  • كما تقدر الأفراد قدر المجموعة كلها

قدر لسائر فريقك منجزكم السابق، ولو حتى الثناء على سير العمل بدون مشكلات، ولو مجرد عدم حصول تغيب.

  • ركز على الجمال

المدير الذي يركز على الجمال سينميه، لكن الذي يركز على الخطأ سينميه أيضًأ للأسف، لهذا كن جميلا وركز على الجمال، فسوف تنشر الجمال.

الهمة العالية، والنفس الطيبة، والابتسامة الصادقة، والأدب والذوق ورد السلام، كلها معاني عالية سامقة لا تجعلها تمضي دور تقدير ولو بالنظرة فالالتفات إلى الجمال يزيده، وأهم الجمال جمال العمل والفعل.

  • كن مشعلا

المشعل المتوقد همة ونشاطًا يعدي بقية من حوله، كن محفزا بسلوكك قبل أقوالك، حفز واشعل الهمة بنجاحاتك، قبل أن تطلب من موظفيك النجاح

  • الناس في سجن مالم يمزحوا

كن هيبا ظريفا، تعرف متى تمزح ومتى يثير المرح بين موظفيك.. وقديمًا قيل للخليل هل كان الصحابة يمزحون؟ فقال الناس في سجن مالم يمزحوا كانوا يتحذفون بالبطيخ والإيمان في قلوبهم مثل الجبال. 

حفزهم بمنحهم ألقاب الهمة والنجاح

مادامت القيادة هي تحريك الناس نحو الهدف. فالقائد الفعّال هو من يحسن عملية التحريك باستعمال المفتاح المناسب للمرؤوسين. 

ولذلك نجد النبي صلّ الله عليه وسلّم يوجّه كل شخص من الصحابة رضي الله عنهم إلى ما يناسبه من مهارات وقدرات، و ذلك من خلال معرفة المفتاح المناسب له.

فيقول صلّ الله عليه وسلّم:

  1. أرحم أمتي بأمتي أبو بكر 
  2. وأشدّهم في أمر الله عمر 
  3. وأشدّهم حياء عثمان 
  4. وأقضاهم علي 
  5. وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل 
  6. وأفرضهم زيد بن ثابت 
  7. وأقرؤهم أبيّ بن كعب 
  8. ولكل قوم أمين و أمين هذه الأمة أبي عبيدة بن الجرّاح.

وهكذا حتى يستعمل الرسول صلّ الله عليه و سلم مع كل شخص ما يناسبه من عوامل التحفيز ألا ترى إنه استعمل الحوافز المادية مع بعضهم كما جاء في توزيع غنائم حنين.المؤلفة قلوبهم

واستعمل الحوافز المعنوية كما ذكر مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.

واستعمل الفخر والشهرة مع أبي سفيان رضي الله عنه في فتح مكة فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. 

تحفز موظفيك وتحوله إلى متعة

المدير الموفق هو من يفرح لأن موظفيه أصحاب همم عالية متحفزون نحو النجاحات.

وحين يجد المدير ورئيس القسم أن موفيه بدأ يصعد نجمه لعلو همته ودوام تحفزه وبقي المدير داعمًا فذلك مؤشر على أن المدير رجل شهم لا تعمل الأنانية في نفسه عملا مشينًا بحيث يكره لمرؤوسيه أن يصعد نجمهم وتتألق انجازاتهم أمام الإدارة العليا للمنظمة.

بل إن المدير المتميز هو من يرى أن نجاح موظفيه وتألقهم وعلو مراتبهم كان بسبب إدارته السليمة والروح الطيبة التي كان يقودهم بها لهذا تفوقوا ونالوا المناصب.

الخاتمة

وهكذا حين يكون المدير إنسانًا راقيًا يحمل هم البناء النفسي لموظفيه يستمر في تحفيزهم، ويبتكر في صناعة الدافعية في نفوسهم.. ويقاتل من أجل أن تسمو هممهم نحو المراتب العليا.

إنه مدير لا يرفع بصره عن همم نفسيات موظفيه، يذكيها، يشعلها، يكافئ بالماديات تارة. وبالتوصية أخرى وبالابتسامة ثالثة وباللقب الجميل تارة وتارة.

وهكذا حتى تتحول إدارته ومنظمته خلية نحل لا تهدأ ومكان نجاح لا يعرف التوقف.

ندعوك دائمًا للاطلاع على خدماتنا المميزة في شركة الجهات الأربع:

التخليص والاستشارات الجمركية

اللوجستيات الباردة

إدارة وتوريد الشحنات

التخزين

التعبئة والتغليف

إقرأ أيضًا

النشرة البريدية

ندعوك للاشتراك في النشرة البريدية للحصول على أحدث المستجدات والعروض والمعلومات التي تهمك في هذا المجال